﴿ملعونين﴾ أي : مبعودين عن الرحمة حال من فاعل يجاورونك قاله ابن عطية والزمخشري وأبو البقاء ﴿أينما ثقفوا﴾ أي : وجدوا ﴿أخذوا وقتلوا﴾ ثم أكده بالمصدر بغضاً فيهم وإرهاباً لهم بقوله تعالى :﴿تقتيلاً﴾ أي : الحكم فيهم هذا على وجه الأمر به.
وقوله تعالى:
﴿سنة الله﴾ أي : المحيط بجميع العظمة مصدر مؤكد أي : سن الله ذلك ﴿في الذين خلوا من قبل﴾ أي : في الأمم الماضية وهو أن يقتل الذين نافقوا الأنبياء وسعوا في وهنهم بالإرجاف ونحوه أينما ثقفوا ﴿ولن تجد لسنة الله﴾ أي : طريقة الملك الأعظم ﴿تبديلاً﴾ أي : ليست هذه السنة مثل الحكم الذي يتبدل وينسخ، فإن النسخ يكون في الأقوال أما الأفعال إذا وقعت والأخبار فلا تنسخ.
ولما بين تعالى حالهم في الدنيا أنهم ملعونون ومهانون ويقتلون أراد أن يبين حالهم في الآخرة فذكرهم بالقيامة وذكر ما يكون لهم فيها بقوله:
﴿يسألك﴾ يا أشرف الخلق ﴿الناس﴾ أي : المشركون استهزاء منهم وتعنتاً وامتحاناً ﴿عن الساعة﴾ أي متى تكون في أي : وقت ﴿قل﴾ أي : لهم في جوابهم ﴿إنما علمها عند الله﴾ الذي أحاط علمه بجميع الأشياء ﴿وما يدريك﴾ أي : أي شيء يعلمك أمر الساعة ومتى يكون قيامها أنت لا تعرفه ﴿لعل الساعة﴾ أي : التي لا ساعة في الحقيقة غيرها لما لها من العجائب ﴿تكون﴾ أي : توجد وتحدث على وجه مهوّل عجيب ﴿قريباً﴾ أي : في زمن قريب قال البقاعي : ويجوز أن يكون التذكير لأجل الوقت لأن السؤال عنها إنما هو عن تعيين وقتها قال البخاري في الصحيح : إذا وصفت صفة المؤنث قلت قريبة، وإذا جعلته ظرفاً أو بدلاً ولم ترد الصفة نزعت الهاء من المؤنث، وكذلك لفظها في الاثنين والجمع للذكر والأنثى.
ثم استأنف الإخبار بحال السائلين عنها بقوله تعالى:


الصفحة التالية
Icon