وقرأ عبد الله، والأعمش، وأبو حيوة : عبد من العبودية، لله جر بلام الجر، وعبداً خبر كان، ووجيهاً صفة له.
قال ابن خالويه : صليت خلف ابن شنبوذ في شهر رمضان فسمعته يقرأ : وكان عبد الله، على قراءة ابن مسعود.
قال ابن زيد :﴿ وجيهاً ﴾ : مقبولاً.
وقال الحسن : مستجاب الدعوة، ما سأل شيئاً إلا أعطي، إلا الرؤية في الدنيا.
وقال قطرب : رفيع القدر ؛ وقيل : وجاهته أنه كلمه ولقبه كليم الله.
والسديد : تقدم شرحه في أوائل النساء.
وقال ابن عباس : هنا صواباً.
وقال مقاتل، وقتادة : سديداً في شأن زيد وزينب والرسول.
وقال ابن عباس، وعكرمة أيضاً : لا إله إلا الله، وقيل : ما يوافق ظاهره باطنه ؛ وقيل : ما هو إصلاح من تسديد السهم ليصيب الغرض ؛ وقيل : السديد يعم الخيرات.
ورتب على القول السديد : صلاح الأعمال وغفران الذنوب.
قال الزمخشري : وهذه الآية مقررة للتي قبلها.
بنيت تلك على النهي عما يؤدي به رسول الله، وهذه على الأمر باتقاء الله في حفظ اللسان، ليترادف عليهم النهي والأمر، مع اتباع النهي ما يتضمن الوعيد من قصة موسى، واتباع الأمر الوعد البليغ، فيقوي الصارف عن الأذى والداعي إلى تركه.
انتهى، وهو كلام حسن.
﴿ إنّا عرضنا الأمانة ﴾ : لما أرشد المؤمنين إلى ما أرشد من ترك الأذى واتقاء الله وسداد القول، ورتب على الطاعة ما رتب، بيّن أن ما كلفه الإنسان أمر عظيم، فقال :﴿ إنّا عرضنا الأمانة ﴾، تعظيماً الأمر التكليف.
والأمانة : الظاهر أنها كل ما يؤتمن عليه من أمر ونهي وشأن دين ودنيا.
والشرع كله أمانة، وهذا قول الجمهور، ولذلك قال أبيّ بن كعب : من الأمانة أن اؤتمنت المرأة على فرجها.


الصفحة التالية
Icon