﴿ وَحَمَلَهَا الإنسان ﴾ أي هذا الجنس نحو ﴿ إِنَّ الإنسان لِرَبّهِ لَكَنُودٌ ﴾ [ العاديات : ٦ ] و﴿ إِنَّ الإنسان ليطغى ﴾ [ العلق : ٦ ] وحمله إياها إما باعتبارها بالإضافة إلى استعداده أو بتكليفه إياها يوم الميثاق أي تكلفها والتزامها مع ما فيه من ضعف البنية ورخاوة القوة، وهو إما عبارة عن قبولها بموجب استعداده الفطري أو عن القبول القولي يوم الميثاق، وتخيص الإنسان بالذكر مع أن الجن مكلفون أيضاً وكذا الملائكة عليهم السلام وإن لم يكن في ذلك كلفة عليهم لما أنه ليس فيه ما يخالف طباعهم لأن الكلام معه، وقوله تعالى :﴿ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً ﴾ اعتراض وسط بين الحمل وغايته للإيذان من أول الأمر بعدم وفائه بما تحمل، والتأكيد لمظنة التردد أي إنه كان مفرطاً في الظلم مبالغاً ف يالجهل أي بحسب غالب أفراده الذين لم يعملوا بموجب فطرتهم السليمة أو قبولهم السابق دون من عداهم من الذين لم يبدلوا فطرة الله تعالى تبديلاً، ويكفي في صدق الحكم على الجنس بشيء وجوده في بعض أفراده فضلاً عن وجوده في غالبها، وإلى الفريق الأول أشير بقوله تعالى :
﴿ لّيُعَذّبَ الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات ﴾