أما في الآخرة فلا يجاب طلب أحد ما من ذلك كله أبدا لأنهم جنوا على أنفسهم بإضاعة الفرصة بالدنيا وقد أخبروا فيها من قبل أنبيائهم أن لا مجال في الآخرة بقبول شيء من ذلك البتة حيث "إِنَّهُمْ كانُوا فِي شَكٍّ" من وجود هذا اليوم ولم يصدقوا الرسل به بل كانوا في ريب "مُرِيبٍ ٥٤" لشدة إنكارهم وجحودهم وعدم التفاتهم إلى نصح الرسل واتهامهم لهم بالكذب فكان جزاؤهم اليوم على أفعالهم في الدنيا لا دافع له ولا مؤخر وقد جف القلم به فتقطع أفئدتهم من سماع هذا الكلام ويكثر صياحهم في النار وحسرتهم على تفريطهم.
هذا، ولا يوجد سورة مختومة بهذه اللفظة غير هذه، هذا واللّه أعلم وأستغفر اللّه، ولا حول ولا قوة إلا باللّه العلي العظيم، وصلى اللّه وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه. أ هـ ﴿بيان المعاني حـ ٣ صـ ٤٩٤ ـ ٥٢١﴾


الصفحة التالية
Icon