يا جبال أوبي معه أي قلنا قال سعيد بن جبير ومجاهد وقتادة والضحاك وأبو ميسرة أوبي أي سبحي وقرأ الحسن وابن أبي إسحق أولي معه والمعروف في اللغة أنه يقال آب يئوب إذا رجع وعاد فيكون معنى أوبي أي عودي معه في التسبيح وأوبي في كلام العرب على معنيين أحدهما على التكثير من أوبي فيكون معنى أوبي على هذا رجعي معه في التسبيح
الثاني ويقال أوب إذا سار نهارا فيكون معنى أوبي على هذا سيري معه ٩ - وقوله جل وعز وألنا له الحديد آية ١٠ قال قتادة ألان الله جل وعز له الحديد فكان يعمله بغير نار
وقال الأعمش ألين له الحديد حتى صار مثل الخيوط ١٠ - ثم قال جل وعز أن اعمل سابغات وقدر في السرد آية ١١ قال قتادة أي دروعا سابغات
قال أبو جعفر يقال سبغ الثوب والدرع وغيرهما إذا غطى كل ما هو عليه وفضل منه ثم قال وقدر في السرد آية ١١ قال قتادة السرد المسمار الذي في حلق الدرع قال أبو جعفر وقال ابن زيد السرد الحلق والسرد في اللغة كل ما عمل متسقا متتابعا يقرب بعضه من بعض ومنه سرد الكلام قال سيبويه ومنه رجل سرندي أي جرئ قال لأنه يمضي قدما قال أبو جعفر ومنه قيل للذي يصنع الدروع زراد وسراد
فالمعنى وهو قول مجاهد وقدر المسامير في حلق الدرع حتى تكون بمقدار لا يغلظ المسمار وتضيق الحلقة فتفصم الحلقة ولا توسع الحلقة وتصغر المسمار وتدقه فتسلس الحلقة ١١ - وقوله جل وعز وأسلنا له عين القطر آية ١٢ قال قتادة أسال الله جل وعز له عينا من نحاس
أي حتى سالت وظهرت فكان يستعملها فيما يريد قال الأعمش سيلت له كما يسيل الماء وقيل لم يذب النحاس لأحد قبله ١٢ - وقوله جل وعز يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل آية ١٣ روى أبو هلال عن قتادة قال محاريب مساجد