أي من جهنم فأخذوا فقذفوا فيها ٤٥ - وقوله جل وعز وقالوا آمنا به وأنى لهم التناوش من مكان بعيد آية ٥٢ قال مجاهد وقالوا آمنا به أي بالله جل وعز وقال قتادة أي بمحمد ﷺ وأني لهم التناوش من مكان بعيد آية ٥٢ قال الحسن وأبو مالك أي التوبة
قال مجاهد التناوش التناول قال قتادة التناوش تناول التوبة قال أبو جعفر هذا أبينها يقال ناش ينوش إذا تناول وأنشد النحويون فهي تنوش الحوض نوشا من علا ويقال تناوش القوم إذا تناول بعضهم بعضا ولم يقربوا كل القرب والمعنى ومن أين لهم تناول التوبة من مكان بعيد أي يبعد منه تقبل التوبة
وقرأ الكوفيون التناؤش بالهمز وأنكره بعض أهل اللغة قال لأن النأش وهو البعد فكيف يكون وأنى لهم البعد
من مكان بعيد قال أبو جعفر وهو يجوز أن تهمز الواو لانضمامها ويكون بمعنى الأول وروى أبو إسحق عن التميمي عن ابن عباس وأنى لهم التناوش قال الرد سألوه وليس بحين رد قال مجاهد من مكان بعيد ما بين الآخرة والدنيا
قال أبو جعفر هذا يرجع إلى الأول ٤٦ - ثم قال جل وعز وقد كفروا به من قبل ويقذفون بالغيب من مكان بعيد آية ٥٣ أي قد كفروا بمحمد ﷺ في الدنيا حين لا ينفعهم إيمانهم ويقذفون بالغيب قال قتادة أي بالظن قال يقولون لا بعث ولا جنة ولا نار قال مجاهد ويقذفون بالغيب من مكان بعيد قولهم هو ساحر وهو كاهن وهو شاعر ٤٧ - ثم قال جل وعز ﷺ وحيل بينهم وبين ما يشتهون آية ٥٤
قال الحسن وحيل بينهم وبين الإيمان لما رأوا العذاب يعني قبول الإيمان
قال مجاهد حيل بينهم وبين زهرة الدنيا ولذتها وأموالهم وأولادهم كما فعل بأشياعهم من قبل قال مجاهد أي بالكفار قبلهم إنهم كانوا في شك مريب فأخبر جل وعز أنه يعذب على الشك انتهت سورة سبأ. أ هـ ﴿معانى القرآن / للنحاس حـ ٥ صـ ٣٩١ ـ ٤٣١﴾