وقوله: ﴿لَن نُّؤْمِنَ بِهَذَا الْقُرْآنِ وَلاَ بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ...﴾
التوارة لمّا قال أهل الكتاب: صفةُ محمّد فى كتابنا كفر أهل مكة بالقرآن وبالذى بَيْنَ يديه: الذى قبله التوراة.
﴿ وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُواْ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ بَلْ مَكْرُ الْلَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَآ أَن نَّكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَندَاداً وَأَسَرُّواْ النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُاْ الَعَذَابَ وَجَعَلْنَا الأَغْلاَلَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُواْ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ﴾
وقوله: ﴿بَلْ مَكْرُ الْلَّيْلِ وَالنَّهَارِ...﴾
المكر ليسَ لليل ولا للنهار، إنما المعنى: بل مكركم بالليل والنهار. وقد يجوز أن نضيف الفعل إلى الليْل والنهار، ويكونا كالفاعلين، لأن العرب تقول: نهارك صَائم، وليلك نائم، ثم تضيف الفعل إلى الليل والنهار، وهو فى المعنى للآدميّينَ، كما تقول: نام ليلُكَ، وعَزَم الأمر، إنما عَزَمه القوم. فهذا مما يُعرف معناه فتَتَّسع به العرب.
﴿ وَمَآ أَمْوَالُكُمْ وَلاَ أَوْلاَدُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَى إِلاَّ مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُوْلَائِكَ لَهُمْ جَزَآءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُواْ وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ ﴾
وقوله: ﴿زُلْفَى إِلاَّ مَنْ آمَنَ...﴾
(مَنْ) فى موضع نصب بالاستثناء. وإن شئت أوقعت عليها التقريبَ، أى لا تقرِّب الأموالُ إلاّ مَن كان مطيعاً. وإن شئت جَعَلته رفعاً، أى ما هو إلا من آمن.
ومثله ﴿لاَيَنْفَعُ مَالٌ وَلاَ بَنُونَ إِلاَّ مَنْ أَتَى الله بقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾ وإن شئتَ جَعَلت (مَنْ) فى موضع نصبٍ بالاستثناء. وإن شئت نصباً بوقوع ينفع. وإن شئت رفعاً فقلت: مَا هُوَ إلا مَن أتى الله بقلبٍ سَليمٍ.


الصفحة التالية
Icon