وعليهما مسرودتان قضاهما داود أو صنع السوابغ تبّع
ثم علمه اللّه تعالى كيفية نسجها فقال "وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ" أمره ربه بالتقدير عند نسج الدروع لئلا تكون المسامير رقاقا رفيعة فتفلت ولا غلاظا كبارا فتكسر الزرد ثم خاطبه وآله بقوله "وَاعْمَلُوا" آل داود "صالِحاً" فيما يتعلق بأمور دينكم ودنياكم لا في عمل الدروع خاصة لعموم الخطاب، ولم يخلق الإنسان إلا لأن يعمل صالحا وأوله عبادة اللّه ثم صيانه النفس من مشاق الدنيا والآخرة ثم الأدنى فالأدنى حتى الحيوان، يؤيد هذا قوله "إِنِّي بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ١١" لا يخفى علي شيء فلو كان خاصا بالدروع لما احتاج إلى هذه المراقبة المؤكدة، هذا وقد ظهر أن الحكمة من إلانة الحديد هو تعلمه هذه الصنعة التي هي من لوازم الجهاد الذي هو أحد أركان الدين.
قال تعالى "وَلِسُلَيْمانَ الرِّيحَ" سخرها له كما سخر لأبيه داود ما ذكر "غُدُوُّها شَهْرٌ وَرَواحُها شَهْرٌ" عند ما تسير به وبحاشيته على البساط، قالوا كانت تسير من دمشق إلى إصطخر صباحا فيتغدى فيها ويستريح ثم تسير من إصطخر إلى كابل مساء فيبيت فيها وهذه مسافة شهرين على