قال تعالى "وَأَسَلْنا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ" هو النحاس قال تعالى (آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً) الآية ٩٢ من سورة الكهف الآتية، أي انه تعالى أذاب له النحاس كما ألان الحديد لأبيه "وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ" كل شيء يأمرهم به فيذعنون له قسرا لأن اللّه تعالى هددهم بقوله "وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنا" الذي أمرناهم به وهو لزوم طاعته فيما يأمر به سليمان وينهى وأن ينقادوا له وأن الذي يمتنع أو يحاول "نُذِقْهُ مِنْ عَذابِ السَّعِيرِ ١٢" قالوا وكل اللّه بهم ملكا فمن أمره سليمان منهم فامتنع ضربه بسوطه فيحترق واللّه قادر على أكثر من ذلك فصاروا "يَعْمَلُونَ لَهُ ما يَشاءُ مِنْ مَحارِيبَ وَتَماثِيلَ وَجِفانٍ كَالْجَوابِ وَقُدُورٍ راسِياتٍ"
فالمحاريب اسم للقصر العظيم يحارب صاحبه غيره بحمايته وهو اسم مبالغة لمن يكثر الحرب ويطلق على المكان الذي يقف فيه الإمام قال ابن حيوس :
جمع الشجاعة والخشوع لربه ما أحسن المحراب في محرابه
والقدور معلومة والجفان الأواني التي يوضع فيها الطعام وانظر إلى قول الأعشى في ذلك :
نفى الذمّ عن آل المحلق جفتة كجابية السيح العراقي تفهق
وقول الأفوه الأودي :
وقدور كالربى راسية وجفان كالجوابي مترعة


الصفحة التالية
Icon