قال تعالى "فَلَمَّا خَرَّ" سقط على الأرض "تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ" ظهر لهم الأمر بأنهم لا يعلمون شيئا مما كانوا يزعمونه من أمر الغيب وتبين لقوم سليمان جهلهم به أيضا ولهذا رد اللّه عليهم بقوله "أَنْ لَوْ كانُوا" أي الجن "يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ" لعلموا بموته وتركوا العمل الشاق ولما استقروا على الذل والمشقة و"ما لَبِثُوا فِي الْعَذابِ الْمُهِينِ ١٥" لنفوسهم من الموكلين عليهم من الإنس والملائكة، وظهر لدى العام والخاص كذبهم في ادعائهم علم الغيب، والمراد بالجن هنا الكفرة منهم لأن المؤمن لا يكون مهانا في ملك نبيه راجع الآية ١٤ من سورة النمل والآية ٢٤ من سورة ص في ج ١ فيما يتعلق بعظمة ملك داود وسليمان عليهما السلام، قال تعالى "لَقَدْ كانَ لِسَبَإٍ" بن يشجب بن يعرب بن قحطان "فِي مَسْكَنِهِمْ" مأرب من أرض اليمن "آيَةٌ" دالة على وحدانية اللّه تعالى كافية لمن اعتبر وهي


الصفحة التالية
Icon