ولما كان المؤتى قد تكون واسطة لمن منه الإيتاء، بين أن الأمر ليس إلا منه فقال :﴿منا فضلاً﴾ ودل على أن التنوين للتعظيم وأنه لا يتوقف تكوين شيء على غير إرادته بقوله، منزلاً الجبال منزلة العقلاء الذين يبادرون إلى امتثال أوامره، تنبيهاً على كمال قدرته وبديع تصرفه في الأشياء كلها جواباً لمن كأنه قال : ما ذلك الفضل؟ مبدلاً من ﴿أتينا﴾ ﴿يا﴾ أي قلنا لأشد الأرض : يا ﴿جبال أوبي﴾ أي رجعي التسبيح وقراءة الزبور وغيرهما من ذكر الله ﴿معه﴾ أي كلما سبح، فهذه آية أرضية مما هو أشد الأرض بما هو وظيفة العقلاء، ولذلك عبر فيه بالأمر دلالة على عظيم القدرة.