نهج العبادة والثَّانِي على وجه التَّلذذِ والاغتباطِ. وقد ورد في الخبرِ أنَّهم يُلهمون التَّسبيحَ كما يُلهمون النَّفسَ ﴿ وَهُوَ الحكيم ﴾ الذي أحكم أمورَ الدُّنيا ودبَّرها حسبما تقتضيه الحكمةُ ﴿ الخبير ﴾ ببواطن الأشياءِ ومكنوناتِها وقوله تعالى :﴿ يَعْلَمُ مَا يَلْجُ فِى الأرض ﴾ الخ، تفصيلٌ لبعض ما يحيط به علمُه من الأمور التي نِيطتْ بها مصالحهم الدُّنيويةُ والدِّينيةُ أي يعلم ما يدخل فيها من الغيثِ والكُنوزِ والدَّفائنِ والأموات ونحوها ﴿ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا ﴾ كالحيوان والنبات وماء العيون ونحوها ﴿ وَمَا يَنزِلُ مِنَ السماء ﴾ كالملائكةِ والكتبِ والمقاديرِ ونحوِها. وقُرىء وما نُنزِّل بالتَّشديدِ ونونِ العظمةِ ﴿ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا ﴾ كالملائكةِ وأعمالِ العبادِ والأبخرةِ والأَدْخنةِ ﴿ وَهُوَ الرحيم ﴾ للحامدينَ على ما ذُكر من نِعَمِه ﴿ الغفور ﴾ للمفرِّطين في ذلك بلُطفِه وكرمِه. أ هـ ﴿تفسير أبى السعود حـ ٧ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon