وقال الجوهريّ : وقولهم "أكفر من حمار" هو رجل من عادٍ مات له أولاد فكفر كفراً عظيماً، فلا يمرّ بأرضه أحد إلا دعاه إلى الكفر، فإن أجابه وإلا قتله.
ثم لما سال السيل بجنتيهم تفرّقوا في البلاد ؛ على ما يأتي بيانه.
ولهذا قيل في المثل :"تفرّقوا أيادي سَبَا".
وقيل : الأَوْس والخزرج منهم.
﴿ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ العرم ﴾ والعرِم فيما روي عن ابن عباس : السَّد ؛ فالتقدير : سَيل السَّد العَرِم.
وقال عطاء : العرم اسم الوادي.
قتادة : العرم وادي سبأ ؛ كانت تجتمع إليه مسايل من الأودية، قيل من البحر وأودية اليمن ؛ فردموا ردماً بين جبلين وجعلوا في ذلك الردم ثلاثة أبواب بعضها فوق بعض، فكانوا يسقون من الأعلى ثم من الثاني ثم من الثالث على قدر حاجاتهم ؛ فأخصبوا وكَثُرت أموالهم، فلما كذبوا الرسل سلّط الله عليهم الفأر فنقب الردم.
قال وهب : كانوا يزعمون أنهم يجدون في علمهم وكهانتهم أنه يخرّب سدّهم فأرة فلم يتركوا فرجة بين صخرتين إلا ربطوا إلى جانبها هرّة ؛ فلما جاء ما أراد الله تعالى بهم أقبلت فأرة حمراء إلى بعض تلك الهِرر فساورتها حتى استأخرت عن الصخرة ثم وثبت ودخلت في الفرجة التي كانت عندها ونقبت السَّد حتى أوهنته للسيل وهم لا يدرون ؛ فلما جاء السيل دخل تلك الخلل حتى بلغ السد وفاض الماء على أموالهم فغرَّقها ودفن بيوتهم.
وقال الزجاج : العَرِم اسم الجُرَذ الذي نقب السِّكْر عليهم، وهو الذي يقال له الخُلد وقاله قتادة أيضاً فنسب السيل إليه لأنه بسببه.
وقد قال ابن الأعرابي أيضاً : العَرِم من أسماء الفأر.
وقال مجاهد وابن أبي نَجيح : العَرِم ماء أحمر أرسله الله تعالى في السَّد فشقه وهدمه.
وعن ابن عباس أيضاً أن العَرِم المطر الشديد.
وقيل العَرْم بسكون الراء.
وعن الضحاك كانوا في الفترة بين عيسى ومحمد عليهما السلام.