وقيل : هو ثمرةُ شجرةٍ يقال لها فَسْوةُ الضبع على صورة الخَشْخَاشِ لا يُنتفع بها. وقيل هو الأَرَاكُ أو كلُّ شجرٍ ذي شوكٍ. والتَّقديرُ أُكُلٍ أُكُلِ خمطٍ فخُذف المضافُ وأقيم المضافُ إليه مقامَه. وقُرىء أُكْلِ خمطٍ بالإضافة بتخفيفِ أكل. ﴿ وَأَثْلٍ وَشَىْء مّن سِدْرٍ قَلِيلٍ ﴾ معطوفان على أُكلٍ لا على خَمْطٍ فإن الأَثْلَ هو الطَّرفاءُ وقيل شجرٌ يُشبهه أعظم منه لا ثمرَ له وقُرىء وأَثْلاً وشيئاً عطفاً على جنَّتين. قيل : وصف السِّدْرُ بالقلَّةِ لما أنَّ جناهُ وهو النَّبقُ مَّما يطيبُ أكلُه ولذلك يغرس في البساتينِ والصَّحيح أنَّ السِّدْرِ صنفانِ صنفٌ يُؤكلُ من ثمره ويُنتفع بورقه لغسلِ اليد وصنف له ثمرة عَفْصةٌ لا تُؤكل أصلاً ولا يُنتفع بورقهِ وهو الضَّالُ والمرادُ ههنا هو الثَّاني حتماً. وقال قَتادةُ : كان شجرُهم خيرَ الشَّجرِ فصيَّرُه الله تعالى من شرِّ الشَّجرِ بأعمالِهم. وتسميةُ البدلِ جنَّتين للمشاكلةِ والتَّهكُّمِ.


الصفحة التالية
Icon