وقرأ أبو عمرو ﴿ أُكُلٍ خَمْطٍ ﴾ بالإضافة وهو من باب ثوب خز، وقرأ ابن كثير ﴿ أَكَلَ ﴾ بسكون الكاف والتنوين ﴿ وَأَثْلٍ ﴾ ضرب من الطرفاء على ما قاله أبو حنيفة اللغوي في كتاب النبات له، وعن ابن عباس تفسيره الطرفاء، ونقل الطبرسي قولاً أنه السمر وهو عطف على ﴿ أَكَلَ ﴾ ولم يجوز الزمخشري عطفه على ﴿ خَمْطٍ ﴾ معللاً بأن الأثل لا ثمر له، والأطباء كداود الأنطاكي وغيره يذكرون له ثمراً كالحمص ينكسر عن حب صغار ملتصق بعضه ببعض ويفسرون الأثل بالعظيم من الطرفاء ويقولون في الطرفاء هو برى لا ثمر له وبستاني له ثمر لكن قال الخفاجي : لا يعتمد على الكتب الطبية في مثل ذلك وفي القلب منه شيء، ونحن قد حققنا أن للأثل ثمراً، وكذا لصنف من الطرفاء إلا أن ثمرهما لا يؤكل ولعل مراد النافي نفي ثمرة تؤكل، والأطباء يعدون ما تخرجه الشجر غير الورق ونحوه ثمرة أكلت أم لا، ومثله في العطف على ذلك في قوله تعالى :
﴿ وَشَىْء مّن سِدْرٍ قَلِيلٍ ﴾ وحكى الفضيل بن إبراهيم أنه قرىء ﴿ أثلا وشيئاً ﴾ بالنصب عطفاً على ﴿ وبدلناهم بجناتهم جَنَّتَيْنِ ﴾ والسدر شجر النبق، وقال الأزهري : السدر سدران سدر لا ينتفع به ولا يصلح ورقه للغسول وله ثمرة عفصة لا تؤكل وهو الذي يسمي الضال وسدر ينبت على الماء وثمره النبق وورقه غسول يشبه شجر العناب انتهى.
واختلف في المراد هنا فقيل الثاني، ووصف بقليل لفظاً ومعنى أومعنى فقط وذلك إذا كان نعتاً لشيء المبين به لأن ثمره مما يطيب أكله فجعل قليلاً فيما بدلوا به لأنه لو كثر كان نعمة لا نقمة، وإنما أوتوه تذكيراً للنعم الزائلة لتكون حسرة عليهم، وقيل المراد به الأول حتماً لأنه الأنسب بالمقام، ولم يذكر نكتة الوصف بالقليل عليه.