وقال أبو عبيدة والفراء : هي بمعنى الواو، وتقديره : وإنا على هدى وإياكم في ضلال مبين.
وقال جرير :
أثعلبةَ الفوارس أو رياحاً...
عدلْتَ بهم طُهَيَّةَ والرَّبابا
يعني أثعلبة ورياحا.
وقال آخر :
فلما اشتد أمر الحرب فينا...
تأمّلنا رياحاً أو رِزاما
قوله تعالى :﴿ قُل لاَّ تُسْأَلُونَ عَمَّآ أَجْرَمْنَا ﴾ أي اكتسبنا، ﴿ وَلاَ نُسْأَلُ ﴾ نحن أيضاً ﴿ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴾ أي إنما أقصد بما أدعوكم إليه الخير لكم، لا أنه ينالني ضرر كفركم، وهذا كما قال :﴿ لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ ﴾ [ الكافرون : ٦ ] والله مجازي الجميع.
فهذه آية مهادنة ومتاركة، وهي منسوخة بالسيف.
وقيل : نزل هذا قبل آية السيف.
قوله تعالى :﴿ قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ﴾ يريد يوم القيامة ﴿ ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بالحق ﴾ أي يقضي فيثيب المهتدي ويعاقب الضال ﴿ وَهُوَ الفتاح ﴾ أي القاضي بالحق ﴿ العليم ﴾ بأحوال الخلق.
وهذا كله منسوخ بآية السيف.
قوله تعالى :﴿ قُلْ أَرُونِيَ الذين أَلْحَقْتُمْ بِهِ شُرَكَآءَ ﴾ يكون "أَرُونِيَ" هنا من رؤية القلب، فيكون "شُرَكَاء" المفعول الثالث، أي عرفوني الأصنام والأوثان التي جعلتموها شركاء لِلَّهِ عز وجل، وهل شاركت في خلق شيء، فبينوا ما هو؟ وإلا فلِم تعبدونها.
ويجوز أن تكون من رؤية البصر، فيكون "شُرَكَاء" حالاً.
﴿ كَلاَّ ﴾ أي ليس الأمر كما زعمتم.
وقيل : إن "كَلا" ردّ لجوابهم المحذوف، كأنه قال : أروني الذين ألحقتم به شركاء.
قالوا : هي الأصنام.
فقال كلا، أي ليس له شركاء ﴿ بَلْ هُوَ الله العزيز الحكيم ﴾. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ١٤ صـ ﴾