معناه أنهم يتراجعون القول في الأول، ثم إذا جاءهم العذاب الشاغل يسرون ذلك التراجع الدال على الندامة، وقيل معنى الإسرار الإظهار أي أظهروا الندامة، ويحتمل أن يقال بأنهم لما تراجعوا في القول رجعوا إلى الله بقولهم :﴿رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فارجعنا نَعْمَلْ صالحا﴾ [ السجدة : ١٢ ] ثم أجيبوا وأخبروا بأن لا مرد لكم فأسروا ذلك القول، وقوله :﴿وَجَعَلْنَا الأغلال فِى أَعْنَاقِ الذين كَفَرُواْ﴾ إشارة إلى كيفية العذاب وإلى أن مجرد الرؤية ليس كافياً بل لما رأوا العذاب قطعوا بأنهم واقعون فيه فتركوا الندم ووقعوا فيه فجعل الأغلال في أعناقهم، وقوله :﴿يُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ﴾ إشارة إلى أن ذلك حقهم عدلاً. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٢٥ صـ ٢٢٤ ـ ٢٢٦﴾


الصفحة التالية
Icon