﴿ لاَّ تَسْتَئَخِرُونَ عَنْهُ سَاعَةً ﴾ إذا فاجأكم ﴿ وَلاَ تَسْتَقْدِمُونَ ﴾ أي عنه ساعة، والهاء على ما قال أبو البقاء يجوز أن تعود على ﴿ مّيعَادُ ﴾ وإن تعود على ﴿ يَوْمٍ ﴾ وعلى أيهما عادت كانت الجملة وصفاً له.
وفي الإرشاد هي صفة لازمة لميعاد، وفي الجواب على تقدير تقييد النفي بالمفاجأة من المبالغة في التهديد ما لا يخفى، ويجوز أن يكون النفي غير مقيد بذلك فيكون وصف الميعاد بما ذكر لتحقيق وتقديره، وقد تقدم الكلام في نظير هذه الجلمة فتذكر.
ولما كان سؤالهم عن الوقت على سبيل التعنت أجيبوا بالتهديد، وحاصله أنه لوحظ في الجواب المقصود من سؤالهم لا ما يعطيه ظاهر اللفظ وليس هذا من الأسلوب الحكيم فإن البليغ يلتفت لفت المعنى، وقال الطيبي : هو منه سألوا عن وقت إرساء الساعة وأجيبوا عن أحوالهم فيها فكأنه قيل : دعوا السؤال عن وقت ارسائها فإن كينونته لا بد منه بل سلوا عن أحوال أنفسكم حيث تكونون مبهوتين متحيرين فيها من هول ما تشهدون فهذا أليق بحالكم من أن تسألوا عنه وهو كما ترى، وقيل : إنه متضمن الجواب بأن ذلك اليوم لا يعلمه إلا الله عز وجل لمكان تنكير ﴿ يَوْمٍ ﴾ وهو تعسف لا حاجة إليه.
واختلف في هذا اليوم فقيل يوم القيامة وعليه كلام الطيبي، وقيل : يوم مجيء أجلهم وحضور منيتهم، وقيل : يوم بدر. أ هـ ﴿روح المعانى حـ ٢٢ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon