﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مّن نَّذِيرٍ ﴾ يدعُوهم إليه وينذرُهم بالعقابِ إن لم يُشركوا وقد بان من قبلُ أنْ لا وجهَ له بوجهٍ من الوجوهِ فمن أينَ ذهبُوا هذا المذهبَ الزَّائغَ، وهذا غايةُ تجهيلٍ لهم وتسفيهٍ لرأيهم ثمَّ هدَّدهم بقولِه تعالى :﴿ وَكَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبلِهِمْ ﴾ من الأممِ المتقدِّمة والقُرون الخاليةِ كما كذَّبوا. ﴿ وَمَا بَلَغُواْ مِعْشَارَ مَا ءاتيناهم ﴾ أي ما بلغَ هؤلاءِ عشرَ ما آتينا أولئكَ من القوَّة وطولِ العمر وكثرةِ المالِ أو ما بلغ أولئك عشرَ ما آتينا هؤلاءِ من البيِّناتِ والهُدى ﴿ فَكَذَّبُواْ رُسُلِى ﴾ عطف على كذَّب الذينَ الخ بطريقِ التَّفصيلِ والتَّفسيرِ كقولِه تعالى :﴿ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُواْ عَبْدَنَا ﴾ الخ ﴿ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ ﴾ أي إنكارِي لهم بالتَّدميرِ فليحذَرْ هؤلاء من مثلِ ذلك. أ هـ ﴿تفسير أبى السعود حـ ٧ صـ ﴾