وقال محمد بن كعب : إن المؤمن إذا كان غنِيًّا تقيًّا آتاه الله أجره مرتين بهذه الآية.
﴿ وَهُمْ فِي الغرفات آمِنُونَ ﴾ قراءة العامة "جَزَاءُ الضِّعْفِ" بالإضافة.
وقرأ الزهرِي ويعقوب ونصر بن عاصم "جزاءً" منوّناً منصوباً "الضعفُ" رفعاً ؛ أي فأولئك لهم الضعف جزاء، على التقديم والتأخير.
"وَجَزَاءُ الضِّعْفِ" على أن يجازوا الضعف.
و"جزاءٌ الضعفُ" مرفوعان، الضعفُ بدل من جزاء.
وقرأ الجمهور أيضاً "في الْغُرُفَات" على الجمع، وهو اختيار أبي عبيد ؛ لقوله :﴿ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِّنَ الجنة غُرَفَاً ﴾ [ العنكبوت : ٥٨ ].
الزمخشري : وقرىء "فِي الغرفاتِ" بضم الراء وفتحها وسكونها.
وقرأ الأعمش ويحيى بن وَثّاب وحمزة وخلف "في الغرفة" على التوحيد ؛ لقوله تعالى :﴿ أولئك يُجْزَوْنَ الغرفة ﴾ [ الفرقان : ٧٥ ].
والغرفة قد يراد بها اسم الجمع واسم الجنس.
قال ابن عباس : هي غرف من ياقوت وزبرجد ودُرّ.
وقد مضى بيان ذلك.
﴿ آمِنُونَ ﴾ أي من العذاب والموت والأسقام والأحزان.
﴿ والذين يَسْعَوْنَ في آيَاتِنَا ﴾ في إبطال أدلتنا وحجتنا وكتابنا.
﴿ مُعَاجِزِينَ ﴾ معانِدين، يحسبون أنهم يفوتوننا بأنفسهم.
﴿ أولئك فِي العذاب مُحْضَرُونَ ﴾ أي في جهنم تحضرهم الزبانية فيها. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ١٤ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon