قوله :﴿ سَيْلَ العرم ﴾ : فيه أوجهٌ، أحدها : أنه من باب إضافةِ الموصوفِ لصفتِه في الأصلِ، إذ الأصلُ : السَّيْلُ العَرِمُ. والعَرِمُ : الشديدُ. وأصله مِنَ العَرامَةِ، وهي الشَّراسَةُ والصعوبةُ. وعَرِمَ فلانٌ فهو عارِمٌ وعَرِمٌ. وعُرامُ الجيش منه. الثاني : أنه من بابِ حَذْفِ الموصوفِ وإقامة صفتِه مُقامه. تقديرُه : فأَرْسَلْنا عليهم سَيْلَ المطرِ العَرِم أو الجُرذ العرم أي الشديد الكثير. الثالث : أنَّ العَرِمَ اسمٌ للبناءِ الذي يُجْعَلُ سَدَّاً. وأُنْشد :
٣٧٣٧ مِنْ سبأ الحاضرينَ مَأْرِبَ إذْ | يَبْنُون مِنْ دونِ سَيْلِه العَرِما |
قوله " " بجنَّتَيْهم جَنَّتَيْن " قد تقدَّم في البقرة أن المجرورَ بالباء هو الخارج، والمنصوبَ هو الداخلُ ؛ ولهذا غَلِط مَنْ قال من الفقهاء :" فلو أبدل ضاداً بظاءٍ بَطَلَتْ صلاتُه " بل الصواب أَنْ يُقال : ظاءً بضادٍ.