قوله :﴿ لاَّ تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ ﴾ يجوزُ في هذه الجملةِ أَنْ تكونَ صفةً ل " مِيْعاد " إنْ عاد الضميرُ في " عنه " عليه، أو ل " يوم " إنْ عاد الضميرُ في " عنه " عليه، فيجوزُ أَنْ يُحْكَمَ على موضعِها بالرفع أو الجرِّ. وأمَّا على قراءةِ عيسى فينبغي أَنْ يعودَ الضميرُ في " عنه " على " ميعاد " ليس إلاَّ ؛ لأنهم نَصُّوا على أنَّ الظرفَ إذا أُضيفَ إلى جملةٍ لم يَعُدْ منها إليه ضميرٌ إلاَّ في ضرورةٍ كقوله :

٣٧٤٦ مَضَتْ سَنَةٌ لِعامَ وُلِدْتُ فيه وعَشْرٌ بعد ذاكَ وحِجَّتانِ
وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ نُؤْمِنَ بِهَذَا الْقُرْآنِ وَلَا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلَا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ (٣١)
قوله :﴿ وَلَوْ تَرَى ا ﴾ : مفعولُ " ترى " وجوابُ " لو " محذوفان للفهم. أي : لو ترى حالَ الظالمين وقتَ وقوفِهم راجعاً بعضُهم إلى بعض القولَ لرَأَيْتَ حالاً فظيعة وأمراً مُنْكراً. و " يَرْجِعُ " حالٌ مِنْ ضميرِ " مَوْقوفون "، والقولُ منصوبٌ ب " يَرْجِعُ " لأنه يَتَعَدَّى. قال تعالى :﴿ فَإِن رَّجَعَكَ الله ﴾ [ التوبة : ٨٣ ]. وقولُه :﴿ يَقُولُ الذين استضعفوا ﴾ إلى آخره تفسيرٌ لقولِه :" يَرْجِعُ " فلا مَحَلَّ له. و " أنتم " بعد " لولا " مبتدأٌ على أصَحِّ المذاهبِ. وهذا هو الأفصحُ. أعني وقوعَ ضمائرِ الرفعِ بعد " لولا " خلافاً للمبرد ؛ حيث جَعَلَ خلافَ هذا لَحْناً، وأنه لم يَرِدْ إلاَّ في قولِ يزيدَ :
٣٧٤٧ وكم مَوْطَنٍ لَوْلاي................. .....................................


الصفحة التالية
Icon