قوله :﴿ لاَّ تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ ﴾ يجوزُ في هذه الجملةِ أَنْ تكونَ صفةً ل " مِيْعاد " إنْ عاد الضميرُ في " عنه " عليه، أو ل " يوم " إنْ عاد الضميرُ في " عنه " عليه، فيجوزُ أَنْ يُحْكَمَ على موضعِها بالرفع أو الجرِّ. وأمَّا على قراءةِ عيسى فينبغي أَنْ يعودَ الضميرُ في " عنه " على " ميعاد " ليس إلاَّ ؛ لأنهم نَصُّوا على أنَّ الظرفَ إذا أُضيفَ إلى جملةٍ لم يَعُدْ منها إليه ضميرٌ إلاَّ في ضرورةٍ كقوله :
٣٧٤٦ مَضَتْ سَنَةٌ لِعامَ وُلِدْتُ فيه | وعَشْرٌ بعد ذاكَ وحِجَّتانِ |
قوله :﴿ وَلَوْ تَرَى ا ﴾ : مفعولُ " ترى " وجوابُ " لو " محذوفان للفهم. أي : لو ترى حالَ الظالمين وقتَ وقوفِهم راجعاً بعضُهم إلى بعض القولَ لرَأَيْتَ حالاً فظيعة وأمراً مُنْكراً. و " يَرْجِعُ " حالٌ مِنْ ضميرِ " مَوْقوفون "، والقولُ منصوبٌ ب " يَرْجِعُ " لأنه يَتَعَدَّى. قال تعالى :﴿ فَإِن رَّجَعَكَ الله ﴾ [ التوبة : ٨٣ ]. وقولُه :﴿ يَقُولُ الذين استضعفوا ﴾ إلى آخره تفسيرٌ لقولِه :" يَرْجِعُ " فلا مَحَلَّ له. و " أنتم " بعد " لولا " مبتدأٌ على أصَحِّ المذاهبِ. وهذا هو الأفصحُ. أعني وقوعَ ضمائرِ الرفعِ بعد " لولا " خلافاً للمبرد ؛ حيث جَعَلَ خلافَ هذا لَحْناً، وأنه لم يَرِدْ إلاَّ في قولِ يزيدَ :
٣٧٤٧ وكم مَوْطَنٍ لَوْلاي................. | ..................................... |