قوله :" بما أُرْسِلْتُمْ " متعلقٌ بخبر " إنَّ " و " به " متعلِّقٌ ب " أُرْسِلْتُمْ ". والتقدير : إنَّا كافرون بالذي أُرْسِلْتم به، وإنما قُدِّم للاهتمامِ. وحَسَّنه تواخي الفواصلِ.
قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (٣٦)
قوله :﴿ وَيَقْدِرُ ﴾ : أي : يُضَيِّق بدليل مقابلتِه ل " يَبْسُط ". وهذا هو الطباقُ البديعيُّ. وقرأ الأعمش " ويُقَدِّر " بالتشديد/ في الموضعين.
وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ (٣٧)
قوله :﴿ بالتي تُقَرِّبُكُمْ ﴾ : صفةٌ للأموالِ والأولادِ ؛ لأنَّ جمعَ التكسيرِ غيرَ العاقلِ يُعامَلُ معاملةَ المؤنثةِ الواحدة. وقال الفراء والزجَّاج : إنَّه حذفَ من الأولِ لدلالةِ الثاني عليه. قالا : والتقدير وما أموالُكم بالتي تُقَرِّبُكم عندنا زُلْفَى، ولا أولادُكم بالتي تُقَرِّبُكم. وهذا لا حاجةَ إليه أيضاً. ونُقِل عن الفراء ما تقدَّمَ : مِنْ أنَّ " التي " صفةٌ للأموالِ والأولادِ معاً. وهو الصحيح. وجعل الزمخشري " التي " صفةً لموصوفٍ محذوفٍ. قال :" ويجوزُ أَنْ تكون هي التقوى وهي المقرِّبةُ عند الله زُلْفَى وحدها أي : ليسَتْ أموالُكم وأولادُكم بتلك الموصوفةِ عند الله بالتقريبِ ". وقال الشيخ :" ولا حاجةَ إلى هذا الموصوفِ " قلت : والحاجةُ إليه بالنسبة إلى المعنى الذي ذكره داعيةٌ.
قوله :" زُلْفَى " مصدرٌ مِنْ معنى الأول، إذ التقدير : تُقَرِّبكم قُرْبى. وقرأ الضحَّاك " زُلَفاً " بفتح اللام وتنوين الكلمة على أنها جمعُ زُلْفَى نحو : قُرْبَة وقُرَب. جُمِع المصدرُ لاختلافِ أنواعِه.


الصفحة التالية
Icon