وقال أبو السعود :
﴿ قُلْ إِنَّ رَبّى يَبْسُطُ الرزق لِمَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ ﴾
أي يُوسعه عليهَ تارةً ﴿ وَيَقْدِرُ لَهُ ﴾ أي يضيقُه عليه تارةً أُخرى فلا تخشَوا الفقرَ وأنفقُوا في سبيلِ الله وتعرَّضُوا لنفحاتِه تعالى :﴿ وَمَا أَنفَقْتُمْ مّن شَىْء فَهُوَ يُخْلِفُهُ ﴾ عِوضاً إمَّا عاجلاً وإمَّا آجلاً ﴿ وَهُوَ خَيْرُ الرزقين ﴾ فإنَّ غيرَه واسطة في إيصالِ رزقِه لا حقيقة لرازقيتِه ﴿ وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ﴾ أي المستكبرينَ والمستضعفينَ وما كانُوا يعبدونَ من دون الله. ويومَ ظرفٌ لمضمرٍ متأخِّر سيأتي تقديرُه أو مفعولٌ لمضمرٍ مقدَّمٍ نحو اذكُر ﴿ ثُمَّ يَقُولُ للملائكة أَهَؤُلاَء إِيَّاكُمْ كَانُواْ يَعْبُدُونَ ﴾ تقريعاً للمشركينَ وتبكيتاً لهم على نهجِ قوله تعالى :﴿ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتخذونى وَأُمّىَ إلهين ﴾ الخ وإقناطاً لهم عمَّا علَّقوا به أطماعَهم الفارغةَ من شفاعتِهم، وتخصيص الملائكة لأنَّهم أشرفُ شركائِهم والصَّالحونَ للخطابِ منهم ولأنَّ عبادتَهم مبدأُ الشِّركِ فبظهور قصورِهم عن رتبة المعبودَّيةِ وتنزههم عن عبادتِهم يظهر حالُ سائرِ شركائِهم بطريقِ الأولويةِ وقُرىء الفعلانِ بالنُّونِ.