من لطائف الإمام القشيرى فى الآية
قال عليه الرحمة :
﴿ قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ ﴾
منَ الخَلَف في الدنيا الرضا بالعَدَم والفقد، وهو أتمّ من السرور بالموجود ؛ ومن ذلك الأنسُ بالله في الخلوة ؛ ولا يكون ذلك إلا مع التجريد.
وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ (٤٠)
قومٌ كانوا يعبدون الملائكة فيختبرهم عنهم ؛ فيتبرأون منهم وينزِّهون الله ويسبحونه، فيفتضح هؤلاء - والافتضاحُ عند السؤال من شديد العقوبة، وفي بعض الأخبار :
أَنّ غداً منْ يسألهم الحقّ فيقعْ عليهم من الخجل ما يجعلهم يقولون : عذَّبنا ربنا بما شئت من ألوان العقوبة ولا تعذبنا بهذا السؤال!
فَالْيَوْمَ لَا يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ نَفْعًا وَلَا ضَرًّا وَنَقُولُ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّتِي كُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ (٤٢)
الإشارة فى هذا أنّ مَن علقَ قلبه بالأغيار ؛ وظنّ صلاحَ حاله بالاحتيال ؛ والاستعانة بالأمثال والأَشكال ينزعُ اللَّهُ الرحمةَ من قلوبهم ؛ ويتركهم، ويشوشُ أحوالهم، فلا لهم من الأَمثال والأشكال معونة، ولا لهم منْ عقولهم في أُمورهم استبصار، ولا إلى الله رجوع، وإنْ رجعوا لا يرحمهم ولا يجيبهم، ويقول لهم : ذوقوا وبالَ ما به استوجبتم هذه العقوبة. أ هـ ﴿لطائف الإشارات حـ ٣ صـ ١٨٥ ـ ١٨٦﴾