فصل فى إعراب جميع آيات السورة الكريمة


قال الإمام أبو البقاء العكبرى :
سورة فاطر

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

قوله تعالى (فاطر السموات) الإضافة محضة لأنه للماضي لاغير، فأما (جاعل الملائكة) فكذلك في أجود المذهبين، وأجاز قوم أن تكون غير محضة على حكاية الحال، و (رسلا) مفعول ثان، و (أولى) بدل من رسل أو نعت له ويجوز أن يكون جاعل بمعنى خالق، فيكون رسلا حالا مقدرة، و (مثنى) نعت لأجنحة، وقد ذكر الكلام في هذه الصفات المعدولة في أول النساء، و (يزيد في الخلق) مستأنف.
قوله تعالى (ما يفتح الله) " ما " شرطية في موضع نصب بيفتح، و (من رحمة) تبيين لما.
قوله تعالى (من خالق غير الله) يقرأ بالرفع، وفيه وجهان: أحدهما هو صفة لخالق على الموضع، وخالق مبتدأ، والخبر محذوف تقديره لكم أو للأشياء.
والثانى أن يكون فاعل خالق: أي هل يخلق غير الله شيئا، ويقرأ بالجر على الصفة لفظا (يرزقكم) يجوز أن يكون مستأنفا، ويجوز أن يكون صفة لخالق.
قوله تعالى (الذين كفروا) يجوز أن يكون مبتدأ ومابعده الخبر، وأن يكون صفة لحزبه أو بدلا منه، وأن يكون في موضع جر صفة لأصحاب السعير أو بدل منه، والله أعلم.
قوله تعالى (حسرات) يجوز أن يكون حالا: أي متلهفة، وأن يكون مفعولا له.
قوله تعالى (يرفعه) الفاعل ضمير العمل والهاء للكلم: أي أي العمل الصالح يرفع الكلم، وقيل الفاعل اسم الله فتعود الهاء على العمل.
قوله تعالى (ومكر أولئك) مبتدأ، والخبر (يبور) وهو فصل أو توكيد، ويجوز أن يكون مبتدأ ويبور الخبر، والجملة خبر مكر.
قوله تعالى (سائغ شرابه) سائع على فاعل، وبه يرتفع شرابه لاعتماده على ما قبله، ويقرأ " أسيغ " بالتشديد وهو فعيل مثل سيد، ويقرأ بالتخفيف مثل ميت وقد ذكر.
قوله تعالى (ولو كان ذا قربى) أي لو كان المدعو ذا قربى، ويجوز أن يكون حالا، وكان تامة.


الصفحة التالية
Icon