وفيها قول آخر: ﴿وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلاَ يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ﴾ يقول: إذا أَتى عليه الليلُ والنهار نَقَصَا من عمره، والهاء فى هذا المْعنى للأوّل لا لغيره، لأن المعْنى ما يطوَّل ولا يذهب منه شىء إلا هو محصىً فى كتابٍ، وكلّ حسن وكأنَّ الأوَّل أشبه بالصواب.
﴿ وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَاذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَآئِغٌ شَرَابُهُ وَهَاذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَمِن كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْماً طَرِيّاً وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾
وقوله: ﴿وَمِن كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْماً طَرِيّاً...﴾
يريد: من البَحرين جَميعاً: من المِلْح والعَذْب. ﴿وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً﴾ من المِلح دون العذب.
وقوله: ﴿وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ﴾ ومَخْرها: خرقها للماء إذا مَرَّتْ فيه، واحدهَا ماخِرة.
﴿ وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لاَ يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى إِنَّمَا تُنذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَمَن تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ ﴾
وقوله: ﴿وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا...﴾