اللّه وقوا أنفسكم من عذاب اللّه، وإذا أردتم التغلب عليه "فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا" مبين العداوة واعفوه في كل ما يوسوس به إليكم، لأنه لا يأمر بخير، وعليكم بطاعة ربكم الموجه لفوزكم في الدنيا والآخرة، لأن الشيطان عليه اللعنة "إِنَّما يَدْعُوا حِزْبَهُ" أشياعه وأنصاره الذين يصغون لوساوسه "لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحابِ السَّعِيرِ" ٦ معه جزاء عصيانه وعداوته المتتابعة من لدن أبيكم آدم عليه السلام وهذا تنبيه على أن غاية غرضه من دعوة إتباعه إلى اتباع الهوى والركون إلى ملاذ الدنيا، لتوريطهم باقتراف المعاصي فيستحقون معه التخليد في العذاب في تلك النار المسعرة، فالذين يوافقونه ويجيبون دعوته هم "الَّذِينَ كَفَرُوا" باللّه ورسوله وكتابه وهؤلاء "لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ" لا يطيقه البشر، راجع الآية ٣٣ من سورة لقمان في ج ٢ "وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ" فيخالفون المغرور وأعوانه ويلجئون إلى ربهم ليعصمهم منهم ويحفظهم من دسائسهم فأولئك "لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ" ٧ على إيمانهم الصادق وأعمالهم الصالحة، وقد زادهم اللّه على المغفرة الأجر، لأنهم زادوا على إيمانهم أعمالا صالحة فهم المؤمنون حقا المستحقون لكرم اللّه وإيفاء وعده بما لهم من الكرامة.
وهو وعد حقّ ثابت.


الصفحة التالية
Icon