وأصل البوار فرط الكساد، قال صلى اللّه عليه وسلم : اللهم إني أعوذ بك من بوار الأيّم (كالكيس هي من لا زوج لها بكرا أو ثيبا ومن لا مرأة له كذلك) وما قيل إن هذه الآية نزلت في الذين اجتمعوا في دار الندوة لتداول المكر به صلى اللّه عليه وسلم من قتل أو حبس أو نفي، لا صحة له، لأنه لم يحن بعد وقت التداول فيها، لأنها وقعت قبل الهجرة في آخر نزول القسم المكي من القرآن كما سنبينه آخر سورة العنكبوت في ج ٢ إن شاء اللّه والحق أن هذه الآية عامة في كل ماكر سيء، وسنبيّن تفصيل حادثة الندوة في تفسير الآية ٣٠ من سورة الأنفال في ج ٣ إن شاء اللّه إذ ذكر فيها هذه الحادثة صراحة، وقد ألمع إليها قبل وقوعها بثلاث سنين في سورة الإسراء الآتية في الآية ٧٦ كما ستطلع إن شاء اللّه.
ثم ذكر دليلا آخر
على صحة البعث والنشور فقال "وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ" أي خلق أصلكم آدم عليه السلام بدليل قوله "مِنْ تُرابٍ ثُمَّ" خلقكم أنتم يا ذرية آدم "مِنْ نُطْفَةٍ" مكونة من ماءي الرجل والمرأة.
مطلب لكل حظّه من خلق آدم وأن العمر يزيد وينقص :