وفي بعض الأقطار أكثر من قطرنا وأنقص حتى يبلغ كل منهما اثنين وعشرين ساعة تقريبا "وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ" منهما "يَجْرِي" في محوره المخصوص ومسافته المقدرة له، وهكذا يستمران بسيرهما "لِأَجَلٍ مُسَمًّى" عند اللّه لا يعلم غيره "ذلِكُمُ" أيها الناس الإله العظيم القادر المبدع "رَبُّكُمْ" الحق لا البشر والملائكة ولا النجوم والحيوان ولا الجماد والأوثان فهو وحده "لَهُ الْمُلْكُ" يتصرف فيه كيف يشاء "وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ" من الآلهة "ما يَمْلِكُونَ" من هذا الملك وما فيه وفوقه وتحته "مِنْ قِطْمِيرٍ" ١٣ قدر لفافة النواة ولا أقل منه وإنما مثل به لأن كل تافه يقال له قطمير قال الشاعر :
وأبوك يخصف نعله متوركا ما يملك المسكين من قطمير
وهو على حد الذرة والنقير والفتيل وأف وما ضاهاها ونظير صور هذه الآية ٢٩ من سورة لقمان في ج ٢ والآية ٢٧ من سورة آل عمران والآية ٦ من سورة الحديد والآية ٦١ من سورة الحج في ج ٣، وقدمنا في الآية ٤٧ من سورة يس ما يتعلق بزيادة الليل والنهار وقصرهما بصورة مسهبة، قال تعالى مندّدا بأوثانهم "إِنْ تَدْعُوهُمْ" أيها المشركون "لا يَسْمَعُوا دُعاءَكُمْ" لأنها جماد "وَلَوْ سَمِعُوا" على سبيل الفرض والتقدير أو الذين من أهل السمع منهم "مَا اسْتَجابُوا لَكُمْ" دعاءكم لأنهم عاجزون ومملوكون للّه الذي خلقكم