صيّرتموهم آلهة وعبدتموهم : فإذا كانوا لم يخلقوا شيئا منها فأخبروني "أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّماواتِ" معي وهل خلقوا منها شيئا، وهل يعلمون ما فيها وما مصيرها ؟ وإذا لم يكن لهم شيء من ذلك أيضا، فأعلموني "أَمْ آتَيْناهُمْ كِتاباً" ذكر فيه أن لهم شيئا من ذلك "فَهُمْ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْهُ" حتى يظنّوا بأن لهم علاقة في خلق السموات والأرض أو شركة فيها "بَلْ" ليس لهم شيء فيها أصلا ولا علم لهم بما فيهما، وان ما اتخذوه من تلقاء أنفسهم جمادا عنادا، وما انتحلوه من عبادة الملائكة وغيرهم زورا لأنهم، لا يقدرون على شيء من ذلك، ولا على حفظ أنفسهم من التعدّي ولكن ما "إِنْ يَعِدُ الظَّالِمُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً" من نفع وضرّ وخير وشر وقوة وضعف "إِلَّا غُرُوراً" ٤٠ وخداعا في قولهم بعضهم لبعض إنها شفعاؤهم عند اللّه، وغير ذلك.
مطلب الأرض عائمة كالسماء :
"إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولا" فيمنعهما من الوقوع بإمساكه إياهما إمساكا قويا لا يقدر عليه الثقلان، ولا تنصوره العقول، ولا يكيف كيفيته أحد.


الصفحة التالية
Icon