وقال البقاعى :
والمراد بهم من ذكر في الآية السابقة من الجهلة ومن قبلهم، أي عن أعمالهم لتذهب نفسك عليهم حسرات لعدم إيمانهم، كما قال تعالى ﴿ولا تسألون عما كانوا يعملون﴾ [ البقرة : ١٤١ ] أي فحالك مست وبالنسبة إلينا وإليهم. لأنك إن بلغتهم جميع ما أرسلت به إليهم لم نحاسبك بأعمالهم، وإن تركت بعض ذلك محاسنة لهم لم يحبّوك ما دمت على دينك فأقبل على أمرك ولا تبال بهم، وهو معنى قراءة نافع ﴿ولا تسأل﴾ على النهي، أي احتقرهم فإنهم أقل من أن يلتفت إليهم، فبلغهم جميع الأمر فإنهم لا يحبونك إلا إذا انسخلت مما أنت عليه ؛ وفي الحكم بكونهم أصحابها إثبات لما نفوه عن أنفسهم بقوله :﴿لن تمسنا النار﴾ [ البقرة : ٨ ] ونفى لما خصصوا به أنفسهم في قولهم :﴿لن يدخل الجنة﴾ [ البقرة : ١١١ ] الآية. أ هـ [ نظم الدرر حـ ١ صـ ]
وقال الآلوسي عن هذه الرواية ما نصه :
" لا يخفى بعد هذه الرواية، لأنه ﷺ كما في [ المنتخب ] عالم بما آل إليه أمرهما، وذكر الشيخ ولي الدين العراقي أنه لم يقف عليها، وقال الإمام السيوطي : لم يرد في هذا إلا أثر معضل ضعيف الإسناد، فلا يعول عليه، والذي يقطع به أن الآية في كفار أهل الكتاب، كالآيات السابقة عليها والتالية لها - لا في أبويه ﷺ، ولتعارض الأحاديث في هذا الباب، وضعفها.
وقال السخاوي : الذي ندين لله تعالى به الكف عنهما وعن الخوض في أحوالهما، والذي أدين لله تعالى به أنا : أنهما ماتا موحدين في زمن الكفر، وعليه يحمل كلام الإمام أبي حنيفة - رضي الله عنه - إن صح. أ هـ ﴿روح المعاني حـ ١ صـ٣٧١﴾


الصفحة التالية
Icon