كلام نفيس للشيخ الشنقيطي يتعلق بهذا الموضوع
قال عليه الرحمة :
قوله تعالى :﴿وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً﴾.
هذه الآية الكريمة فيها التصريح بأن الله تعالى لا يعذب أحداً حتى ينذره على ألسنة رسله عليهم الصلاة والسلام، ونظيرها قوله تعالى :﴿رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ﴾، وقوله تعالى :﴿ذَلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ﴾، إلى غير ذلك من الآيات، ويؤيده تصريحه تعالى بأن كل أفواج أهل النار جاءتهم الرسل في دار الدنيا في قوله تعالى :﴿كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا﴾ الآية.
ومعلوم أنّ (كلما) صيغة عموم، ونظيرها قوله تعالى :﴿وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَراً﴾ إلى قوله تعالى :﴿قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ﴾ فقوله :﴿وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ يعمّ كلّ كافر، لما تقرر في الأصول من أن الموصولات من صيغ العموم، لعمومها كلّما تشمله صلاتها كما أشار له في مراقي السعود بقوله :
وقد تلا الذي التي الفروع
صيغة كل أو لجميع
ومعنى قوله :(وقد تلا الذي الخ.