ولما ذكر ما هو على سبيل الفرض، ذكر ما يصير إليه بينهم وبينهم الأمر فقال :﴿ويوم القيامة﴾ أي حين ينطقهم الله ﴿يكفرون بشرككم﴾ أي ينكرونه ويتبرؤون منه.
ولما كان التقدير : قد أنبأكم بذلك الخبير، وكانوا لا يقرون بذلك ولا يفهمونه حق فهمه ولا يعملون به، صرف الخطاب عنهم إلى من له الفهم التام والطاعة الكاملة، فقال عاطفاً على هذا الذي هدى إلى تقديره السياق :﴿ولا ينبئك﴾ أي إنباء بليغاً عظيماً على هذا الوجه بشيء من الأشياء، ﴿مثل خبير﴾ أي بالغ الخبر، فلا يمكن الطعن في شيء مما أخبر به، وأما غيره فلا يخبر خبراً إلا يوجه إليه نقص. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ٦ صـ ٢١٠ ـ ٢١٣﴾