﴿ لِيُوَفّيَهُمْ أُجُورَهُمْ ﴾ متعلق عند بعض بما دل عليه ﴿ لن ﴾ [ الطور : ٢٩ ] تعلق ﴿ بِنِعْمَةِ رَبّكَ ﴾ في قوله تعالى :﴿ مَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبّكَ بِمَجْنُونٍ ﴾ بما دل علي ما لا بالحرف إذ لا يتعلق الجار به على المشهور أي ينتفي الكساد عنها وتنفق عند الله تعالى ليوفيهم أجور أعمالهم ﴿ وَيَزِيدَهُم مّن فَضْلِهِ ﴾ على ذلك من خزائن رحمته ما يشاء وعن أبي وائل زيادته تعالى إياهم بتشفيعهم فيمن أحسن إليهم.
وقال الضحاك : بتفسيح القلوب، وفي الحديث بتضعيف حسناتهم، وقيل بالنظر إلى وجهه تعالى الكريم.
والظاهر أن ﴿ مِن فَضْلِهِ ﴾ راجع لما عنده ففيه إشارة إلى أن توفية أجورهم كالواجب لكونه جزاء لهم بوعده سبحانه ويجوز أن يكون راجعاً إليهما أو متعلق بمقدر يدل عليه ما قبله وهو ما عد من أفعالهم المرضية أي فعلوا ذلك ليوفيهم أجورهم الخ، وجوز تعلقه بما قبله على التنازع وصنيع أبي البقاء يشعر باختيار تعلقه بيرجون وجعل اللام عليه لام الصيرورة.
ويعقب بأنه لا مانع من جعلها لام العلة كما هو الشائع الكثير ولا يظهر للعدول عنه وجه.


الصفحة التالية
Icon