فصل فى معانى السورة كاملة


قال الشيخ المراغى رحمه الله :
سورة يس
(يس) : تقدم الكلام في نظائره من الحروف المقطعة في أوائل السور، وأن الرأى الرجيح فيها أنها حروف تنبيه نحو ألا ويا، وينطق بأسمائها فيقال (ياسين).
روى عن ابن عباس أنه قال يس : أي يا إنسان بلغة طيىء.
والحكيم : أي ذى الحكمة، على صراط مستقيم : أي طريق قويم، من عقائد صحيحة، وشرائع حقة، حق : أي ثبت ووجب، الأغلال : واحدها غلّ، وهو ما تشدّ به اليد إلى العنق للتعذيب والتشديد، والقمح : الذي يرفع رأسه ويغضّ بصره.
قال أبو عبيدة : يقال قمح البعير : إذا رفع رأسه عن الحوض ولم يشرب. من بين أيديهم : أي من أمامهم، فأغشيناهم : أي فغطّينا أبصارهم، والذكر : القرآن، وخشى الرّحمن : أي خشى عقابه، بالغيب : أي قبل حلوله ومعاينة أهواله، ما قدّموا :
أي ما أسلفوا من الأعمال الصالحة والطالحة، وآثارهم : أي ما أبقوه بعدهم من الحسنات كعلم علّموه، أو كتاب ألّفوه، أو بناء في سبيل اللّه بنوه، أو من السيئات كغرس بذور الضلالات بين الناس، فى إمام مبين : أي في أصل يؤتم به
ضرب المثل : يستعمل تارة في تشبيه حال غريبة بأخرى مثلها كما في قوله :
ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ " الآية، ويستعمل أخرى في ذكر حال غريبة وبيانها للناس من غير قصد إلى تشبيهها بحال أخرى نحو قوله :" وَضَرَبْنا لَكُمُ الْأَمْثالَ " أي وبيّنا لكم أحوالا غاية في الغرابة كالأمثال، والقرية : هى أنطاكية كما روى عن قتادة وعكرمة، والمرسلون : هم رسل عيسى من الحواريين، فعززنا : أي فقوّينا وشددنا، البلاغ المبين : أي التبليغ الواضح الظاهر للرسالة، تطيّرنا : أي تشاء منا، لنرجمنكم : أي لنرمينكم بالحجارة، طائركم : أي سبب شؤمكم، مسرفون : أي مجاوزون الحد في العصيان، أقصى المدينة : أي أبعد مواضعها، يسعى :


الصفحة التالية
Icon