و الكلام فيه من حيث الإعراب والبناء كالكلام في أوائل السور المتقدمة والحروف المتقطعة، وجاء في تتمة الخبر السابق والمزمل والمدثر وعبد اللّه، وقد ذكرت في القرآن هذه الأسماء كلها كما في هذه السور والسور المتقدمة وسورة الصف، الآية ٧ في ج ٣، وطه ومريم الآتيتين، وعبد اللّه في سورة الجن المارّة، ثم أقسم جل قسمه فقال "وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ" ٢ في معانيه ومبانيه، العظيم في مقاصده ومراميه وهو مبالغة حاكم، وجواب القسم قوله عز قوله "إِنَّكَ" يا سيد الرسل المخاطب هنا بلفظ يس الذي هو من جملة أسمائك الكريمة التي سمينك بها في هذا القرآن "لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ" ٣ إلى الخلق كافة حقا، يدل عليه التأكيد بكاف الخطاب وإن واللام، وذلك لأن هذه الآية نزلت ردا على الكفرة القائلين لست مرسلا، وكفى باللّه شهيدا على رسالته العامة السائدة "عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ" ٤ عدل سوي لا اعوجاج فيه ولا ميل، وأن هذا القرآن الذي أنزلناه عليك "تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ" الغالب على خلقه القوي في ملكه "الرَّحِيمِ" ٥ بعباده الرؤوف بهم