وإن كان سيئا كمال تركوه حراما، وحكم حكموه جورا، ومظالم ارتكبوها يكون ذكرهم سيئا.
روى مسلم عن جرير بن عبد اللّه البجلي قال :
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : من سنّ في الإسلام سنّة حسنة فله أجرها وأجر من يعمل بها من بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء، ومن سنّ في الإسلام
سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من غير أن ينقص من أوزارهم شيء.
وعلى هذا يستحق على الأولى المدح والثناء والترحم، وعلى الثانية الذم والتحقير والشتم، وما قيل إن هذه الآية نزلت في بني سلمة استدلالا بما رواه البخاري عن أنس رضي اللّه عنه قال : أراد بنو سلمة أن يتحولوا إلى قرب المسجد فكره رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أن تعرى (تخلى) المدينة فتترك عراء فضاء لا يسترها شيء فقال يا بني سلمة ألا تحتسبون آثاركم ؟ فأقاموا.
ولما روى مسلم عن جابر قال خلت البقاع حول المسجد، فأراد بنو سلمة ان ينتقلوا قرب المسجد، فبلغ ذلك النبي صلى اللّه عليه وسلم فقال لهم بلغني انكم تريدون ان تنتقلوا قرب المسجد ؟ فقالوا نعم يا رسول اللّه قد أردنا ذلك، فقال بني سلمة (أي يا بني سلمة) الزموا دياركم تكتب آثاركم : فقالوا ما يسرّنا إذا تحولنا (أي لعدم رضاء حضرة الرسول) ورويا عن أبى موسى الأشعري قال قال صلى اللّه عليه وسلم : أعظم الناس أجرا في الصلاة أبعدهم فأبعدهم ممشى والذي ينتظر الصلاة حتى يصليها مع الإمام أعظم أجرا من الذي يصلي ثم ينام.


الصفحة التالية
Icon