هذا ما نقله الأخباريون بقصص الأنبياء عن هؤلاء الرسل الثلاثة أخذا من قوله تعالى (فَكَذَّبُوهُما) أما ما قصه اللّه تعالى على نبيه فيهم فهو ما بينه بقوله جل قوله "فَقالُوا" الثلاثة إلى أهل أنطاكية "إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ" ١٤ من قبل اللّه أو من قبل رسوله على الوجهين المارّين، فأجابوهم بقولهم "قالُوا ما أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنا" لا مزية لكم علينا توجب اتباعنا لكم واختصاصكم بما تدعونه "وَما أَنْزَلَ الرَّحْمنُ" الذي تدعونه إلها لكم ولسائر الخلق "مِنْ شَيْ ءٍ" من الوحي ولم يرسل رسولا كما تزعمون، وكان هذا بمقابلة قولهم لهم أتينا ندعوكم لعبادة الرحمن، ثم قالوا "إِنْ" ما "أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ" ١٥ بدعواكم هذه "قالُوا" لهم أيضا "رَبُّنا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ" ١٦ استشهدوا بربهم إذ لا شاهد لهم من أهل القرية على ذلك، لأنهم لم يتعرفوا على أحد من أهلها أول مجيئهم وأكدوا قولهم بأن الدالة على التوكيد واللام المؤكدة لها، لأنه جواب عن إنكار يحتاج لزيادة التأكيد بخلاف قولهم الأول في الآية ١٤ المارة لأنه إخبار ابتداء، ثم قالوا لهم إنا لم نأت لقسركم على ما نريده بكم من الخير لأنا لم نؤمر بذلك "وَما عَلَيْنا إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ" ١٧ الظاهر المكشوف الذي لا غبار عليه الموثق والموضح بالآيات الدالة على صدقنا "قالُوا" أهل القرية لهم "إِنَّا تَطَيَّرْنا" تشاءمنا "بِكُمْ" لأنكم تدعون إلى إله واحد وترفضون الأوثان وإنا لا نعلم بوجود آلهة غير آلهتنا وقد هالنا ما سمعناه منكم وو اللّه "لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا" عن مقالتكم هذه وتتركونا وما نحن عليه "لَنَرْجُمَنَّكُمْ" بالأحجار "وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذابٌ أَلِيمٌ" ١٨ خبر ما وحرفا تتمنون معهما الموت "قالُوا" لا


الصفحة التالية
Icon