فالتفت إلى قومه وقال "اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْئَلُكُمْ أَجْراً" على إرشادكم لطريق الهدى والسداد "وَهُمْ مُهْتَدُونَ" ٢١ من قبل اللّه الذي أرسلهم فاقبلوا هدايتهم مجانا إلى خير الدنيا والآخرة واتبعوهم على ما هم عليه تربحوا رضاء اللّه خالقكم من غير أن تخسروا شيئا من دنياكم فقالوا له إذا أنت على دينهم مؤمن بربهم الذي فطرهم على هذا الدين الذي جاؤا يدعوننا إليه، ولذلك تحبذ دعوتهم فقال لهم "وَما لِيَ لا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي" خلقني وهو رحمه اللّه يعبد الذي فطره وإنما أرادهم بذلك، أي وما لكم لا تعبدون الذي فطركم مثلي لأني أعبده حقا أي أيّ شيء خذلكم وصرفكم عن عبادته "وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ" ٢٢ حتما في الآخرة، لأن مصير الكل إليه خاطب نفسه رحمه اللّه في هذه الجملة وهو يريدهم فيها لأنه أبلغ في الزجر، وأمعن في الوعظ، وأحرى للقبول، وأبعد عن اللجاجة، ثم قال لهم "أَ أَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ"