كلهم مجموعون محضرون ليوم الدين "وَآيَةٌ لَهُمُ" لمنكري البعث أهل مكة وغيرهم دالة على إحياء الأموات "الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ" الجافة اليابة التي لا نبات فيها قد "أَحْيَيْناها" بعد موتها بانزال المطر وإخراج النبات فيها "وَأَخْرَجْنا مِنْها" من النبات الخارج فيها بسبب الغيث "حَبًّا" نكره ليعم جميع الحبوب مما يأكله الإنسان والحيوان "فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ" ٣٣ جميعهم وقدم المتعلق بالكسر على المتعلق بالفتح لإفادة الحصر أي كأنهم لا يأكلون غيره، لأن مغظم أكلهم منه "وَجَعَلْنا فِيها" أيضا بسبب الغيث جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنابٍ وَفَجَّرْنا فِيها مِنَ الْعُيُونِ" ٣٤ الكثيرة مياها متدفقة غزيرة لا تنضب وانما فعلنا ذلك "لِيَأْكُلُوا" كافه خلقنا من ثمره الحاصل من حبه ومن الأشجار الأخرى وذلك كله بسبب الغيث المسبب لحمأة الأرض، وأعاد بعض المفسرين ضمير ثمره إلى اللّه جل شأنه وتوجيهه أن الثمر نفسه فعل اللّه وخلقه إلا أن فيه آثارا من فعل البشر، فيكون أصل الكلام من ثمرنا كما قال تعالى وفجرنا فنقل الكلام في التكلم إلى الغيبة على طريق الالتفات، والأول أولى وأليق بالمقام وأنسبه للسياق، إذ لا داعي هذا التكلف مع ظهور المعنى على الأول "وَما عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ" أي ذلك الحب والثمر البديع الصنع بل هيّء لهم بصنع اللّه لأن الزرع ليس زرعهم بل من فعل اللّه والغرس ليس غرسهم بل من عمل اللّه وان أتعابهم التي صرفوها في ذلك هي من قدرة اللّه، لأنه لو لم يقدرهم على ذلك لما قدروا على شيء أصلا ولو شاء لحرمهم منه بتسليط آفة سماوية عليه أو أرضية فيقطع عنهم الماء أو يرسل حرا أو بردا أو آفة فيدمره، راجع تفسير الآية ٦٣ فما بعدها من سورة الواقعة الآتية والآية ٩٦ من سورة الصافات في ج ٢ ويجوز أن يكون المراد ليأكلوا من ثمره رأسا أو مما عملته أيديهم منه كعصير العنب والبرتقال والثمر وسائر