﴿ قَالُواْ ﴾ لمَّا ضاقتْ عليهم الحِيلُ وعيتْ بهم العللُ ﴿ إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ ﴾ تشاءمنا بكم جرياً على دَيْدنِ الجَهَلةِ حيث كانُوا يتيَّمنون بكلِّ ما يُوافق شهواتِهم وإن كان مستجلباً لكلِّ شرَ ووبال ويتشاءُمون بما لا يُوافقها وإنْ كان مستتبعاً لسعادةِ الدَّارينِ أو بناء على أنَّ الدَّعوةَ لا تخلُو عن الوعيدِ بما يكرهونَه من إصابة ضُرَ ومتعلِّقٍ بأنفسهم وأهليهم وأموالِهم إنْ لم يُؤمنوا فكانوا ينفرون عنه. وقد رُوي أنَّه حُبس عنهم القطرُ فقالوه :﴿ لَئِن لَّمْ تَنتَهُواْ ﴾ أي عن مقالتِكم هذه ﴿ لَنَرْجُمَنَّكُمْ ﴾ بالحجارةِ ﴿ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ لا يُقادرُ قَدرُه ﴿ قَالُواْ طائركم ﴾ أي سببُ شُؤمكم ﴿ مَّعَكُمْ ﴾ لا مِن قِبلنا وهو سوءُ عقيدتِكم وقبحُ أعمالكم. وقُرىء طَيركُم ﴿ أَءن ذُكّرْتُم ﴾ أي وُعظتُم بما فيه سعادتُكم. وجوابُ الشَّرط محذوفٌ ثقةً بدلالة ما قبله عليه أي تطيرتُم وتوعدتُم بالرَّجمِ والتَّعذيبِ. وقُرىء بألفٍ بين الهمزتينِ وبفتحِ أنْ بمعنى أتطيرتُم لأنْ ذُكِّرتم وأنْ ذكِّرتم وإنْ ذُكِّرتم بغيرِ استفهام وأينَ ذُكِّرتم بمعنى طائركم معكم حيثُ جرى ذكركُم وهو أبلغُ ﴿ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ ﴾ إضرابٌ عمَّا تقتضيه الشَّرطيَّةُ من كونِ التَّذكيرِ سبباً للشُّؤمِ أو مصحِّحاً للتوعد أي ليس الأمرُ كذلك بل أنتُم قومٌ عادتُكم الإسرافُ في العصيان فلذلك أتاكُم الشُّؤمُ أو في الظُّلمِ والعُدوانِ ولذلك تَوعدتُم وتَشاءمتُم بمن يجبُ إكرامُه والتَّبركُ به. أ هـ ﴿تفسير أبى السعود حـ ٧ صـ ﴾