﴿ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ قال في "البحر" : وهو الحريق، وقيل عذاب غيره تبقى معه الحياة، والمراد لنقتلنكم بالحجارة أو لنعذبنكم إذا لم نقتلكم عذاباً أليماً لا يقادر قدره تتمنون معه القتل، وقيل أريد بالعذاب الأليم العذاب الروحاني وأريد بالرجم بالحجارة النوع المخصوص من الأذى الجسماني فكأنهم قد رددوا الأمر بين إيذاء جسماني وإيذاء روحاني، وقيل أريد بالعذاب الأليم الجسماني وبالرجم العذاب والأذى الروحاني بناء على أن المراد به الشتم، وقيل غير ذلك.
﴿ قَالُواْ ﴾ أي الرسل رداً عليهم ﴿ طَائِرُكُمْ ﴾ أي سبب شؤمكم ﴿ مَّعَكُمْ ﴾ لا من قبلنا كما تزعمون وهو سوء عقيدتكم وقبح أعمالكم.
وأخرج ابن المنذر.
عن ابن عباس أنه فسر الطائرة بنفس الشؤم أي شؤمكم معكم وهو الإقامة على الكفر وأما نحن فلا شؤم معنا لأنا ندعوا إلى التوحيد وعبادة الله تعالى وفيه غاية اليمن والخبر والبركة، وعن أبي عبيدة.
والمبرد ﴿ طَائِرُكُمْ ﴾ أي حظكم ونصيبكم من الخير والشر معكم من أفعالكم إن خيراً فخير وإن شراً فشر.
وقرأ الحسن.
وابن هرمز.
وعمرو بن عبيد وزر بن حبش ﴿ طيركم ﴾ بياء ساكنة بعد الطاء، قال الزجاج : الطائر والطير بمعنى، وفي القاموس الطير جمع طائر وقد يقع على الواحد وذكر أن الطير لم يقع في القرآن الكريم إلا جمعاً كقوله تعالى :﴿ والطير صافات ﴾ [ النور : ٤١ ] فإذا كان في هذا القراءة كذلك فطائر وإن كان مفرداً لكنه بالإضافة شامل لكل ما يتطير به فهو في معنى الجمع فالقراءتان متوافقتان، وعن الحسن أنه قرأ ﴿ أطيركم ﴾ مصدر أطير الذي أصله تطير فأدغمت التاء في الطاء فاجتلبت همزة الوصل في الماضي والمصدر ﴿ أَءن ذُكّرْتُم ﴾ بهمزتين الأولى همزة الاستفهام والثانية همزة إن الشرطية حققها الكوفيون.
وابن عامر وسههلها باقي السبعة.
واختلف سيبويه.