ولما كان ذلك ربما أوهم الاقتصار على كتابة ما ذكر من أحوال الآدميين أو الحاجة إلى الكتابة، دل على قدرته على ما لا تمكن القدرة عليه لأحد غيره في أقل قليل مما ذكر، فكيف بما فوقه، فقال ناصباً عطفاً لفعليه وهي " تكتب " :﴿وكل شيء﴾ أي من أمر الأحياء وغيرهم ﴿أحصيناه﴾ أي قبل إيجاده بعلمنا القديم إحصاء وكتبناه ﴿في إمام﴾ أي كتاب هو أهل لأن يقصد ﴿مبين﴾ أي لا يخفى فيه شيء من جميع الأحوال على أحد أراد علمه منه، فلله هذه القدرة الباهرة والعظمة الظاهرة والعزة القاهرة، فالآية من الاحتباك : دل فعل الإحصاء على مصدره وذكر الإمام على فعل الكتابة. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ٦ صـ ٢٤٥ ـ ٢٤٩﴾


الصفحة التالية