﴿ وآية ﴾ معناه علامة على الحشر وبعث الأجساد، والضمير في ﴿ لهم ﴾ يراد به كفار قريش، وقرأ نافع وشيبة وأبو جعفر، " الميِّتة " بكسر الياء وشدها، وقرأ أبو عمرو وعاصم " الميْتة " بسكون الياء، وإحياؤها بالمطر، وقرأ جمهور الناس " من ثَمَره " بفتح الثاء والميم، وقرأ طلحة وابن وثاب وحمزة والكسائي " من ثُمُرة " بضمهما، وقرأ الأعمش " من ثُمْره " بضم الثاء وسكون الميم، والضمير في ﴿ ثمره ﴾ قالت فرقة هو عائد على الماء الذي يتضمنه قوله ﴿ وفجرنا فيها من العيون ﴾ لأن التقدير ماء، وقالت فرقة هو عائد على جميع ما تقدم مجملاً، كأنه قال : من ثمر ما ذكرنا، وقال أبو عبيدة : هو من باب أن يذكر الإنسان شيئين أو ثلاثة ثم يعيد الضمير على واحد ويكني عنه، كما قال الشاعر، وهو الأزرق بن طرفة بن العمرد القارضي الباهلي :[ الطويل ]
رماني بذنب كنت منه ووالدي... بريئاً ومن أجل الطويّ رماني
قال القاضي أبو محمد : وهذا وجه في الآية ضعيف، و﴿ ما ﴾ في قوله تعالى :﴿ وما عملته أيديهم ﴾ قال الطبري : هي اسم معطوف على الثمر أي يقع الأكل من الثمر ومما عملته الأيدي بالغرس والزراعة ونحوه، وقالت فرقة : هي مصدرية وقيل هي نافية، والتقدير أنهم يأكلون من ثمره وهي شيء لم تعمله أيديهم بل هي نعمة من الله عليهم، وقرأ جمهور الناس " عملته " بالهاء الضمير، وقرأ حمزة والكسائي وعاصم في رواية أبي بكر وطلحة وعيسى " عملت " بغير ضمير، ثم نزه نفسه تعالى تنزيهاً مطلقاً في كل ما يلحد به ملحد أو يشرك مشرك، و﴿ الأزواج ﴾ الأنواع من جميع الأشياء، وقوله تعالى :﴿ ومما لا يعلمون ﴾ نظير قوله ﴿ ويخلق ما لا تعلمون ﴾ [ النمل : ٨ ]. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٤ صـ ﴾