وقيل : أسكنوا الخاء على أصلها، والمعنى يخصم بعضهم بعضاً فحذف المضاف، وجاز أن يكون المعنى يخصمون مجادلَهم عند أنفسهم فحذف المفعول.
قال الثعلبي : وهي قراءة أبيّ بن كعب.
قال النحاس : فأما "يَخِصمُون" فالأصل فيه أيضاً يختصمون، فأدغمت التاء في الصاد ثم كسرت الخاء لالتقاء الساكنين.
وزعم الفرّاء أن هذه القراءة أجود وأكثر ؛ فترك ما هو أولى من إلقاء حركة التاء على الخاء واجتلب لها حركة أخرى وجمع بين ياء وكسرة، وزعم أنه أجود وأكثر.
وكيف يكون أكثر وبالفتح قراءة الخلق من أهل مكة وأهل البصرة وأهل المدينةا وما روي عن عاصم من كسر الياء والخاء فللإتباع.
وقد مضى هذا في "البقرة" في ﴿ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ ﴾ وفي "يونس" ﴿ يَهْدِي ﴾.
وقال عِكرمة في قوله جل وعز :﴿ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً ﴾ قال : هي النفخة الأولى في الصور.
وقال أبو هريرة : يُنفخ في الصُّور والناس في أسواقهم : فمن حالبٍ لقحة، ومن ذارعٍ ثوباً، ومن مارّ في حاجة.
وروى نعيم عن أبي هريرة قال قال رسول الله ﷺ :" تقوم الساعة والرجلان قد نشرا ثوبهما يتبايعانه فلا يطويانه حتى تقوم الساعة، والرجل يَلِيط حوضه ليسقي ماشيته فما يسقيها حتى تقوم الساعة، والرجل يخفض ميزانه فما يرفعه حتى تقوم الساعة، والرجل يرفع أكلته إلى فيه فما يَتَبلَّعها حتى تقوم الساعة " وفي حديث عبد الله بن عمرو :" "وأوّل من يسمعه رجل يَلُوط حوضَ إبله قال فيصعق ويصعق الناس" الحديث " ﴿ فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً ﴾ أي لا يستطيع بعضهم أن يوصي بعضاً لما في يده من حق.
وقيل : لا يستطيع أن يوصي بعضهم بعضاً بالتوبة والإقلاع ؛ بل يموتون في أسواقهم ومواضعهم.
﴿ وَلاَ إلى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ ﴾ إذا ماتوا.
وقيل : إن معنى "وَلاَ إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ" لا يرجعون إليهم قولاً.
وقال قتادة :"وَلاَ إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ" أي إلى منازلهم ؛ لأنهم قد أعجلوا عن ذلك. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ١٥ صـ ﴾