﴿ وَيَقُولُونَ متى هذا الوعد إِن كُنتُمْ صادقين ﴾ أي فيما تعدوننا بهِ من قيام السَّاعةِ مخُاطبين لرسول الله ﷺ والمؤمنين لمَا أنَّهم أيضاً كانُوا يتلون عليهم آياتِ الوعيدِ بقيامها. ومعنى القُرْبِ في هذا إمَّا بطريق الاستهزاءِ وإمَّا باعتبارِ قُربِ العهدِ بالوعدِ. ﴿ مَا يَنظُرُونَ ﴾ جوابٌ من جهته تعالى أي ما ينتظرونَ ﴿ إِلاَّ صَيْحَةً واحدة ﴾ هي النَّفخةُ الأولى ﴿ تَأُخُذُهُمْ ﴾ مفاجأةً ﴿ وَهُمْ يَخِصّمُونَ ﴾ أي يتخاصمُون في متاجرِهم ومعاملاتِهم لا يخطر ببالِهم شيءٌ من مخايلها كقولِه تعالى :﴿ فَأَخَذَتْهُمُ الصاعقة بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ ﴾ فلا يغترُّوا بعدم ظهور علائِمها ولا يزعمُوا أنَّها لا تأتيهم. وأصلُ يخصِّمون يَخْتَصِمُون فُسكِّنت التَّاءُ وأُدغمتْ في الصَّادِ ثمَّ كُسرتْ الخاءلالتقاءِ السَّاكنينِ. وقُرىء بكسر الياءِ للاتباعِ، وبفتح الخاءِ على إلقاءِ حركةِ التَّاءِ عليه. وقُرىء على الاختلاسِ، وبالإسكانِ على تجويزِ الجمعِ بين السَّاكنينِ إذا كان الثَّاني مُدغَماً وإنْ لم يكُن الأوَّلُ حرفَ مدَ. وقُرىء يَخْصِمُون من خَصَمَه إذا جَادَله. ﴿ فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً ﴾ في شيءٍ من أمورِهم إنْ كانُوا فيما بين أهليهم ﴿ وَلاَ إلى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ ﴾ إنْ كانُوا في خارج أبوابِهم بل تبغتهم الصَّيحةُ فيموتون حيثُما كانُوا. أ هـ ﴿تفسير أبى السعود حـ ٧ صـ ﴾