﴿ وَيَقُولُونَ ﴾ عطف على الشرطية السابقة مفيد لإنكارهم البعث الذي هو مبدأ كل قبيح والنبي ﷺ لم يزل يعدهم بذلك، ومما يستحضر في أذهانهم ما تقدم من الأوامر فلذا أتوا بالإشارة إلى القريب في قولهم ﴿ متى هذا الوعد ﴾ يعنون وعد البعص، وجوز أن يكون ذلك من باب الاستهزاء وأرادوا متى يكون ذلك ويتحقق في الخارج ﴿ إِن كُنتُمْ صادقين ﴾ فيما تقولون وتعدون فاخبرونا بذلك، والخطاب لرسول الله ﷺ والمؤمنين لما أنهم أيضاً كانوا يتلون عليهم الآيات الدالة عليه والآمرة بالإيمان به وكأنه لم يعتبر كونه شراً لهم ولذا عبروا بالوعد دون الوعيد، وقيل : إن ذاك لأنهم زعموا إن لهم الحسنى عند الله تعالى إن تحقق البعث بناء على أن الآية في غير المعطلة.
﴿ مَا يَنظُرُونَ ﴾ جواب من جهته تعالى أي ما ينتظرون ﴿ إِلاَّ صَيْحَةً ﴾ عظيمة ﴿ واحدة ﴾ وهي النفخة الأولى في الصور التي يموت بها أهل الأرض.
وعبر بالانتظار نظراً إلى ظاهر قوللهم ﴿ متى هذا الوعد ﴾ [ يس : ٤٨ ] أو لأن الصيحة لما كانت لا بد من وقوعها جعلوا كأنهم منتظروها ﴿ ﴾ أو لأن الصيحة لما كانت لا بد من وقوعها جعلوا كأنهم منتظروها ﴿ تَأُخُذُهُمْ ﴾ تقهرهم وتستولي عليهم فيهلكون ﴿ وَهُمْ يَخِصّمُونَ ﴾ أي يتخاصمون ويتنازعون في معاملاتهم ومتاجرهم لا يخطر ببالهم شيء من مخايلها كقوله تعالى :﴿ فأخذناهم بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ ﴾ [ الأعراف : ٩٥ ] فلا يغتروا بعدم ظهور علائمها حسبما يريدون ولا يزعمون أنها لا تأتي، وأخرج ابن جرير.


الصفحة التالية
Icon