و ( لعلّ ) للرجاء، أي ترجى لكم رحمة الله، لأنهم إذا اتقوا حذروا ما يوقع في المتقى فارتكبوا واجتنبوا وبادروا بالتوبة فيما فرط فرضي ربهم عنهم فرحِمهم بالثواب وجنّبهم العقاب.
والكلام في ( لعل ) الواردة في كلام الله تعالى تقدم عند قوله تعالى :﴿ يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون ﴾ في سورة البقرة ( ٢١ ).
وجواب ﴿ إذا ﴾ محذوف دل عليه قوله في الجملة المعطوفة ﴿ إلاَّ كَانُوا عنها مُعْرِضِينَ ﴾.
فالتقدير هنا : كانوا معرضين.
وجملة ﴿ ما تأتِيهم من ءايَةٍ من ءاياتت ربِهم إلاَّ كانوا عَنها مُعْرِضين ﴾ واقعة موقع التذييل لما قبلها، ففيها تعميم أحوالهم وأحواللِ ما يُبلَّغونه من القرآن ؛ فكأنه قيل : وإذا قيل لهم اتقوا أعرضوا، والإِعراض دأبهم في كل ما يقال لهم.
والآيات : آيات القرآن التي تنزل فيقرؤها النبي ﷺ عليهم، فأطلق على بلوغها إليهم فعل الإِتيان ووصفها بأنها من آيات ربهم للتنويه بالآيات والتشنيع عليهم بالإِعراض عن كلام ربهم كفراً بنعمة خلقه إياهم.
و﴿ ما ﴾ نافية، والاستثناء من أحوال محذوفة، أي ما تأتيهم آية في حال من أحوالهم إلا كانوا عنها معرضين.
وجملة ﴿ كانُوا عنها مُعْرِضِينَ ﴾ في موضع الحال.
وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (٤٧)


الصفحة التالية
Icon