عن جابر ـ رضى الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ ﷺ ـ :" بينا أهل الجنة في نعيمهم إذ سطع لهم نور فرفعوا رؤوسهم فإذا الرب تعالى قد أشرف عليهم من فوقهم فقال : السلام عليكم با أهل الجنة، وذلك قوله تعالى ﴿سلام قولاً من رب رحيم﴾ فينظر إليهم وينظرون إليه، فلا يلتفتون إلى شيء من النعيم ما داموا ينظرون إليه حتى يحتجب عنهم ويبقى نوره وبركته في ديارهم "
قال الأستاذ أبو عثمان : هذا حديث غريب الإسناد والمتن لا أعلم إني كتبته إلا من هذا الوجه.
ولما كان التقدير : فانظروا وازدادوا حسرة أيها المجرمون، عطف عليه قوله :﴿وامتازوا﴾ أي انفردوا انفراداً هو بغاية القصد، وجرى على النمط الماضي من زيادة التهويل لذلك الموقف بإعادة قوله :﴿اليوم﴾ أي عن عبادي الصالحين أو عمن بقي منهم معكم في الموقف ليظهروا من أوضارهم، ويشفوا من مضارهم، لأن غيبة الرقيب أتم النعيم، وإبعاد العدو أعلى السرور، وحذف أداة النداء لا لقرب الكرامة بل للدلالة على أنهم في القبضة لا مانع من غاية التصرف فيهم لكل ما يراد لأنه لا حائل دونهم ﴿أيها المجرمون﴾ أي العريقون في الإجرام، فلا يقع في أوهامكم أنكم تخالطونهم اليوم أصلاً، وهذا ما كنتم تمتازون عنهم في الدنيا وتقاطعونهم ترفعاً واستكباراً، فهذا قوله للمجرمين وذلك قوله للمؤمنين، فصح أنه قلب لأنه به صلاح بعض المكلفين وفساد الآخرين الذي هو تمام صلاح الأولين، وقد تقدم في أوائل سورة الروم منام ينفع استحضاره هنا. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ٦ صـ ٢٦٩ ـ ٢٧٢﴾


الصفحة التالية
Icon